יום רביעי, 28 ביולי 2010

تأخذ الصبغة الوقتية العابرة، كمن يبني بنيانه على شفا جرف هار .. ولهذا فإن النفس العربية المثقلة بهذا التصور والمشبعة بمثل هذه المشاعر لن تستطيع ان تندفع وراء مطالبها بكل قواها .. مثل ذلك كمثل مطالبة شيوخنا في بناء الحضارة في دنيا ينبغي ان نزهد فيها ونخلعها من قلوبنا وعقولنا، ونعيش فيها كعابر سبيل يستظل بشجرة ساعة أو ساعتين ثم يذهب. هذه الحياة الدنيا "الباطلة" الفاسدة التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة، فما الذي يضطرنا أن نقيم فيها حضارة يطيل أملنا بها. العقلية ذاتها بالعفوية والارتجالية ذاتها تدير صراعها من أجل تحصيل حقوقها. انها حركة في اتجاهات متناقضة..!!
1:1:2: فمبدأي السلام والمساواة اللذان ينادي بهما قادة الأقلية العربية ويعلنون أنهم يعملون على تحقيقهما، ليسا السلام الكامل والمساواة التامة .. ولكنه السلام المؤقت الذي يشبه الهدنة لترتيب الاوراق من جديد، وإنعاش الأمل في انتظار القادم المجهول الذي يملك الحل النهائي.
2:1:2: الذين لا يريدون الاشتراك في العملية السياسية المحلية بكل مستوياتها ابتداءً باللجان والجمعيات المدنية، مرورًا بالسلطة المحلية وحتى العمل البرلماني. أو اضطروا ليشاركوا حتى السلطة المحلية، ونكصوا عما وراء ذلك .. هذا السلوك يعكس العقلية المسيحانية المتواكلة، التي تنتظر الفارس المجهول، الذي ستنشق عنه الأرض، أو الذي سيهبط من السماء .. لهذا تجدنا لا نندفع في العملية السياسية الى آخرها، وبكل قوانا .. وحتى إذا هبط من سيهبط من السماء، أو يرتفع من ستنشق عنه الأرض فإن أول من سوف يستجيب لدعوته، وينصر دعوته، هي تلك القوى الفاعلة والمتحركة، الحاضرة دائمًا في تناولها لهمومها ومشاكلها .. وأكثر القوى التي ستخذله وتتخلف عن نصرته، هي تلك القوى القاعدة المتواكلة التي تدّعي انتظاره .. لأنها مغيبة ولا تعيش واقعها وغير حاضرة مع همومها ومشاكلها.
3:1:2: نحن عندما نعتقد بأن الدولة التي نتعامل معها هي ظاهرة عابرة، فسوف تظل مواقفنا متأرجحة مترددة، ويظل كذلك علاجنا لمشاكلنا يتخذ صيغة الحل المؤقت، وحضورنا شبه غائب، وكأن القانون الاسرائيلي الظالم الذي يجعل من بعضنا حاضرًا غائبًا، حاضرًا في معيشته غائبًا عن أملاكه، قد فُصّل ليلائم عقلية هؤلاء المتأرجحون، هؤلاء الذين يعيشون القرن الواحد والعشرين بأجسادهم ومعدهم بينما عقولهم مقيّدة هناك في مكان ما من عصور التخلف والجمود .. الذين يعتقدون بأن الحرب الأخيرة أو أمّ المعارك التي ينتظرونها ستحدث بأدوات قتالية كالقوس والنشاب، والسيف والترس والفرس، في عصر الطائرة والصاروخ النووي، في عصر وصلت به السفن الفضائية في جولاتها في السماء أبعد مما يصل اليه خيالهم .. وهم لا يملكون سيفًا ولا ترسًا، ولو ملكوه لا يحسنون استعماله، لا يتقنون غير تخيّل المعارك الوهمية، هؤلاء لا يعيشون حاضرهم ولا هموم حاضرهم، ولذلك لا يفكرون بها ...!! آن لنا أن نرى وجودنا في بلادنا هذه، وجودًا حاضرًا فاعلاً متحركًا ضمن المعادلة السياسية المطروحة في هذه الدولة .. آن لنا أن نذهب في السعي لتحقيق أهدافنا وغايتنا ومصالحنا بكل قوة وعزيمة ووضوح. آن لنا أن نتحرك بكل كياناتنا، إن الوقوف على رجل واحدة، لا يساعد على الجري .. إذا كان مطلبنا هو المساواة، فينبغي ان نسعى لتحقيقه بكل عزم وحزم رغم كل المعوقات .. هكذا نكتب التاريخ ونشارك فيه، وبغير ذلك يتجاوزنا ونغيب في طياته ويبتلعنا كما ابتلع الكثير من الأمم .. آن لنا أن نعيش حالة الضعف حتى نتمكن من تجاوزها، بمنطق الضعيف الذي يقوى بأسباب القوة .. ولا نعيش وهم الأقوياء والوهن والضعف ينخر عظامنا ويفتت قلوبنا ..
أيها السادة القاعدون الحالمون..!! إنّ المسيح – عليه السلام – عندما يهبط سوف يهبط على هؤلاء العاملين الفاعلين المتحركين الحاضرين مع همومهم وهموم أمتهم، العاملون على تغييرها .. أما هؤلاء الذين يقعدون ويعتزلون العمل مع الصوت المرتفع والصراخ الممل، والزعيق بغير معنى، فلن يتنزل عليهم شيء غير الصور الواهمة التي يعيشون معها ولها ..
وليتهم يعلمون: أن عزمي بشارة وعبد المالك دهامشه ومحمد بركة وإخوانهم العاملين معهم هم الحاضرون الفاعلون المتحركون في الميدان الذي سوف يتحرك به مبعوث السماء .. هؤلاء الذين يدافعون عن الحقيقة المُغيّبة، وعن الحق المهضوم وعن ظلم المظلومين. فهذه هي الأهداف التي من أجلها تتدخل السماء، وهي أمر الله للإنسان، رسالة المسيح – عليه السلام – التي سيهبط بها هي رفع الظلم عن المظلومين، وتحقيق الحق والعدل للضعفاء والمساكين وقطع دابر الظالمين المستكبرين المتجبرين الطغاة الذين اغتصبوا حق الله بفرض سيطرتهم على الناس.
3: اللوبي اليهودي في الغرب ليس مثالنا:
من المعروف أن الوجود اليهودي في اوروبا، خاصة في ايطاليا وبولندا، كان قبل عصر النهضة بمئات السنين .. وهناك أشخاص وفئات يهودية قد هاجرت من الأندلس، أثناء الحكم العربي الاسلامي لها، وتجولت في العديد من دول اوروبا .. وبعد أن تمّ طرد العرب واليهود من أسبانيا .. وإقامت محاكم التفتيش التي خيّرت اليهود بين الموت وبين اعتناق المسيحية .. الأمر الذي جعل جموع اليهود تظهر نصرانيتها وتستبطن يهوديتها .. ومن بينهم العديد من المفكرين والعلماء والتجار. وهم كانوا وقود النهضة الاوروبية العلمية بما نقلوه من الثقافة العربية التي انتشرت في الأندلس .. بما في ذلك عصر التنوير (The age of Enlightenment) وما عرف كذلك بعصر العقل (The age of Reason) كان للثقافة العربية التي نقلها اليهود الى اوروبا حضورًا بارزًا وفاعلاً في صياغتها. وقد ذهبت بعض الروايات أن رحلة كولومبوس تمت بتحريض وتمويل من بعض علماء وتجار اليهود .. وبمقتضى ذلك، فقد شارك اليهود في جهود اكتشاف العالم الجديد .. وبعد أن تمّ الاستيلاء على هذا العالم الواسع، وقتل شعوبه الأصلية من الهنود الحمر .. هاجر الكثير من اليهود الى هناك بعد أن خضعت تلك البلاد للأوروبيين، وبهذا فإن الوجود اليهودي في الولايات المتحدة يختلف عن وجودنا من حيث الأصل فنحن سكان البلد الاصليين.
1:3: فإن المجموعات اليهودية التي سكنتت العالم الجديد، وخاصة الولايات المتحدة هاجرت برأسمالها، فهي تعتبر شريكة الى حد ما في عملية استئصال الهنود الحمر من وطنهم .. فهي بوصفها إحدى المجموعات السكانية التي استوطنت الولايات المتحدة مبكرًا، تعتبر جزءًا من الغزاة – أو بتعبير أدق – جزءًا من الغزو المالي الاقتصادي، الذي يفتش عن الربح. فعندما يقيم اليهود لوبي يعمل لحفظ مصالحهم إنما يقيمون مراكز قوى وجماعات مصلحية تعمل داخل الجسم الذي تعتبر هي نفسها جزءًا منه.
2:3: بينما فيما يختص بالأقلية العربية، فهي أصحاب الأرض الأصليين وهي الجزء الذي تشبّث بأرضها من الشعب الفلسطيني الذي تمّ طرده وتهجيره من وطنه، على أيدي مستوطني الحركة الصهيونية العالمية .. فالصهيونية هي أداة القمع بالنسبة للشعب الفلسطيني، وهي التي استولت وصادرت أكثر الأرض التابعة للأقلية العربية..!! فهي ليست جزءًا من هذا المستوطن الصهيوني، بل هي على عكس ذلك، تمثل ضحيته التي جردها من كل أسباب قوتها .. فكيف يتسنى لها أن تصبح لوبي عربي تملك من الامكانيات ما يمكنها من التأثير في السياسة الاسرائيلية. كيف يتكون لوبي عربي ونحن ما زلنا نعتبر في نظر صُنّاع القرار الصهيوني مشكلة، يفتشون لها عن حل وعلاج..؟ بل تُعقد المؤتمرات لبحث ومعالجة هذه المشكلة الديموغرافية التي تثقل على الساسة، بل تقض مضاجعهم، كما صرح بذلك "المتفرنج" أو المحوسل سامي ميخائيل أثناء محاضرة له في كيبوتس كفار بلوم(17) في شمال اسرائيل، عندما سأله أحد الحاضرين عن رأيه في الأقلية العربية في اسرائيل. أجاب برفسور ميخائيل اليهودي العراقي المحوسل: "لو طرح علي هذا السؤال عند منتصف الليل فلن أنام تلك الليلة" .. هذا هو هاجسهم .. فكيف نصبح جماعة ضغط إذا كان غاية ما نسعى اليه هو إنصافنا ورفع الحيف والظلم عنا ... اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، يضغط بما يملك، ونحن بماذا نضغط، لا نملك غير صوتنا الانتخابي وهو يعرج في غالب أحواله .. الى جانب صمودنا ونضالنا...
4: العامل النفسي وأبعاده التاريخية، التي تتمثل في تركيبة شخصيتنا الاجتماعية فإن تارخًا متواصلاً لفترة ما يقرب من 14 قرنًا متلاحقة، إضافة الى تاريخ قبل ذلك،ولّد فينا نفسية خادعة وشخصية متورّمة هذا الخداع، يجعلنا ونحن أقلية نعيش بشخصية الأكثرية وتسلك سلوكها العاري المكشوف. لأن حضورنا مئات السنين المتعاقبة كقوة في التاريخ البشري بشخصة مميزة بارزة مكشوفة، جعلنا نحس ونتصرف وكأننا أكثرية .. لهذا ترىالأمي الجاهل فينا، يمشي وكأن في ثيابه الفارابي، والغزالي، وابن تيمية أو ابن رشد أو ابن خلدون .. وكذلك ترى الهزيل الضعيف يتصرف وكأنه علي ابن ابي طالب في فتوته، أو خالد بن الوليد في عزمه وقوته وتدبيره .. ترى الأمة وهي في مواضع الضعف والخور او الانحلال والهزيمة، تلوك خطاب القوي الغالب المنتصر .. هذه العقلية السلفية التقليدية، تعيش وتتصرف في واقع الأمر مع الحوادث والوقائع بروح التجزئة والانقسام بينما في خطابها الاعلامي وكأنه يصدر عن مركز الخلافة العباسية في أيام قوتها ووحدتها .. هذا الوضع النفسي الذي يجعلنا نتصرف بخداع مع النفس يَجعلنا نخسر قضايانا الواحدة في إثر الأخرى، لأن العقلية التي نفكر بها لا تنطلق من حسابات الواقع – الضعيف المجزء – الواقع المبني على حقائق الامور .. وهكذا هي الوعول التي تعجبها طول قرونها وقوتها فتنطح الصخر، "لكن أوهى قرنه الوعل".
5: وعلى العكس من ذلك تتصرف النفسية اليهودية في التستر والتحجب، فتراها في سلوكياتها وفي خطابها تتقمص شخصية الضعيف شخصية الأقلية .. لأن آلاف السنين التي عاشتها اليهودية كأقليات متجولة، في طول العالم وعرضه، كوّن لديها ذهنية "التقية" نفسية المقل الضعيف .. فهي تأمر من وراء الحجاب فيستجيب لأمرها العظماء والأقوياء من الدول والأشخاص .. تخفي وهي القوية جبروتها وثراءها وتأثيرها القوي في السياسة الدوليةـ بتواضع غير مبرر، وكأنها ما زالت تعيش حياة المطارد الملاحق، أو كمن لا يطمئن لعاديات الأيام وتقلب الأحوال .. فعندما صرّح الرئيس الماليزي، مهاتير محمد، عن قوة التأثير الصهيوني في اتخاذ القرارات على مستوى العالم، فقد اعتبر الاعلام الصهيوني تلك التصريحات معادية للسامية .. ومعادية لليهود .. لأن روح الأقلية .. روح الضعيف، روح الخائف الذي يبحث عن الأمن ما زالت مباطنة للنفسية اليهودية وتعيش في منطقة اللاوعي فيها .. في مقابل ذلك تظهر النفسية العربية وكأنها تتحلى بروح الأكثرية، الروح القوية والجهرية، لأنها ما زالت تنظر في مرآة التاريخ فترى وجهها القديم ..
من أجل هذا تملك اسرائيل تراسنة نووية هائلة وتتستر على ذلك، بينما لا يملك العراق شيئًا من ذلك، ويبدو وكأنه قوة قوية لا تُقهر .. فالخطابين اليهودي والعربي مختلفين .. فلا تستطيع ان تفهم الخطاب اليودي إلاّ بقراءة المسكوت عنه، الذي يمثل القوة والجبروت الخفي .. وعلى عكس ذلك لكي تفهم الخطاب العربي، ينبغي أيضًا أن تقرأ المسكوت عنه الذي طالما أخفى الضعف والجهل والتجزئة والانحلال.
من أجل ذلك ذهب بعض المفكرين منذ اليونان وحتى نيتشه بأن: "اليهود شعب من الفلاسفة" ويملكون القدرة على انتحال شخصية الضعيف الوضيع، والقدرة على تلبُّس الآخر .. بينما التمظهر والسفور والمكاشفة بيان لحقيقة القوة، سواءً كانت هذه القوة حقيقة أم خداعًا ووهمًا. والمضمون والمعنى يحمل شكل التستر والتحجب في النصوص .. وقد أشرت الى ذلك في أكثر من موضع وأنا أكتب عن "جدلية العقلية اليهودية" فأسميتها "المعنى المتجول في الحّيز المتغيّر".
ولهذا فإن النفسيتان العربية واليهودية، لا تقبل بتكوين "لوبي عربي" على غرار اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، ولأسباب كثيرة غير التي ذكرناها .. وهذا يحتم على النخب في الأقلية العربية ان تدرس امكانياتها وأوضاعها جيدًا حتى تتمكن من صياغة آلية عمل وحتى تبني نموذجها الخاص بها والذي يلائم أوضاعها وتستطيع من خلاله التأثير في سياسة الدولة، من أجل تحقيق بعض مطالبنا .. ينبغي ان نصدر الايحاءات على أننا هنا جزءٌ من تضاريس هذه البلاد، نحن كجبالها وسهولها، كوديانها وهضابها، حتى لا تتوهم الأفاعي السامة أنها تستطيع أن تنفذ سياسة الترانسفير ضدنا .. علينا أن نتحرك بحركة الجبال والسهول والوديان، وأن نحضر في واقع الزمن وحركته كحضور الطبيعة فيه بل أكثر وضوحًا.
6: في انتظار أن ينبت لإسرائيل رأسًا شرق أوسطيًا بدل رأسها الأوروبي:
ليس لدى العرب والمسلمين مشكلة من أي نوع في امكانية المعايشة مع اليهود، فقد سبق أن عشنا حياة كهذه مئات السنينن بل آلاف السنين. ولكن الاشكالية جاءت من تبني اليهودية الاشكنازية لسياسة الحركة الصهيونية الاستيطانية التوسعية .. الصهيونية التي لا تقرُّ ولا تعترف بسيادة العرب على بلادهم وأوطانهم، إلاّ تحت رعايتها وتحت كنفها. إن مقولة إسرائيل دولة تعيش في الشرق الأوسط لكنها تحمل رأسًا أوربيًا، مقولة توحي بالروح الاستعمارية .. ولهذا فإن البديل لهذه المقولة، أن ينبت رأسًا جديدًا لإسرائيل، تستطيع بواسطته إسرائيل أن تشعر بهموم البشر في الشرق الأوسط، وتعيش مشاكلهم وهمومهم، وتفكر في مصالح هذا الشرق. كادت هذه المحاولة أن تنجح، لكن الاشكنازية تحاول أن تجهز عليها، سواءً تمثل ذلك:
1:6: في حركة المؤرخين الجدد والنقاد الاجتماعيين، ومجموعات مثل "متصبين" وجماعة الصحفي اوري أڤنيري وأوري ديڤيس وغيرهم، الذين ينادون بفك الارتباط مع الحركة الصهيونية العالمية.
2:6: الشيوعيين اليهود.
3:6: اليهود الشرقيين على طوائفهم المنابذة للإشكنازية المتسلطة.
4:6: عمير بيرتس إذا ثبت على مقولته في اليوم الذي تمّ انتخابه لرآسة حزب العمل، حيث شكل تحركه في اتجاهات ثلاث فقد قال بأن قطار الليكود يتجه صوب يهودا والسامرة (يعني المناطق المحتلة) بينما قطار بيرتس يتجه نحو: السلام، والانسان والرفاه الاجتماعي. ومع أنه أخذ يتراجع تحت ضغط الصوت الاشكنازي الذي ما زال به بريق لامع أكثر من الصوت الشرقي .. فإنه حتى يتحقق من أن خطوته هي ثورة على قيم سابقة تبنتها الدولة، فلا بدّ له من أن يعيد النظر بأطراف المعادلة التي تُكوّن السياسة الاسرائيلية حتى اليوم، والتي من أقواها الحركة الصهيونية العالمية .. هل سيعمل بيرتس على تحرير ارادة الدولة من الاستعمار الصهيوني..؟ هل سيحاول أن يستقل بالقرار السياسي لصالح الدولة الاسرائيلية ومواطنيها...؟ وهل ستكف الدولة من أن تظل آلة بيد الصهيونية لتحقيق أهداف هذه الأخيرة...؟ وهل سيعمل بيرتس مع التيارات التي ذكرناها من اجل إرساء دعائم "الاسرائيلية" على أنقاض "الصهيونية"..؟ هل يستطيع ان يحرر المجتمع الاسرائيلي من عسكرته، ليجعل منه مجتمعًا مدنيًا طبيعيًا كغيره من المجتمعات ... وياتي الرد سريعا على تساؤلاتنا هذه ، ففي اقل من شهرين استطاع الاشكناز من احتلال حزب العمل من جديد فاصبح الحضور الاشكنازي بارزا وظاهرا للعيان ، وكذلك الامر في حزب "كديما" و "الليكود" وغيرها من الاحزاب الصهيونية . ففي قائمة المرشحين لحزب "العمل" للكنيست السابعة عشر نجد ان عمير بيرتس رئيس القائمة يكاد يكون الشرقي الوحيد في العشرة الاوائل من المرشحين ، وباستثناء ثلاثة من العرب في العشرية الثانية فان جلها ايظا اشكنازية . وهذا يدل على ان الحضور الاشكنازي هو المسيطر سيطرة شبه تامة على هذا الحزب ايظا واللذي لا يمثل فيه عمير بيرتس (الشرقي) غير طلاء خارجي سرعان ما يزول .
نحن في الاقلية العربية مع هذا التوجه، ونحن نرعى ونؤيد الرأس الطبيعي للجسم الطبيعي .. ولا نرضى بالرأس المستعار أو المزروع .. سواءً كان أوروبيا أو غير ذلك ..
7: العلاقات العربية اليهودية في المئة الاولى من المجابهة:
على ضوء التحليل السابق فإن العلاقات العربية اليهودية في الخمسة عشر سنة القادمىة ستستمر في صيغة التمحور حول الذات ورعاية كينونة تمايز الآخر سياسيًا وثقافيًا واجتماعيًا. فالحديث عن العمل والنشاط الاندماجي في المستوى السياسي سابق لأوانه في الظروف الحالية. حتى وهو يقوم من طرف واحد من الأطراف العربية وهو الحزب الشيوعي الاسرائيلي الذي يعلن انه ليس حزبًا صهيونياً .. ولكن ما نقصده بالاندماج السياسي، هو تغير المناخ السياسي الاسرائيلي برمته، حتى يتسنى تسويغ وتبرير موقف تلك الشخصيات العربية التي تندمج بالأحزاب الصهيونية منذ قيام الدولة ... مضافًا الى هذا الموقف الاندماج السياسي لدى المواطنين الدروز. والنموذج الدرزي يقوم على الاندماج السياسي والتمايز الديني والاجتماعي والثقافي، وقد جاء بناءً على القرار غير الواضح حول تجنيد أبناء هذه الطائفة العربية في الجيش الاسرائيلي .. فيظل الحديث عن الاندماج السياسي في هذه الأطر القائمة اليوم غير مُسوّغ ..
فالعلاقة منذ صدور وعد بلفور وهي علاقة مجابهة بين الصهيونية والشعب الفلسطيني في صراع على الأرض الفلسطينية، حتى تمّ تشريد غالبية هذا الشعب عن وطنه بقوة القهر والسلاح ..
ولكن العلاقة بين الأقلية العربية في اسرائيل وبين أجهزة الدولة، ظلت كذلك في خط المجابهة، ولكنها المجابهة السياسية، التي لا تتخطى القانون العام للدولة ... مجابهة من أجل:
1:7: الحصول على حقوق المواطنة وكل ما يترتب على ذلك من الحقوق العربية المهضومة.
2:7: مجابهة من أجل الحفاظ على ما تبقى من الأرض العربية.
3:7: مجابهة على المستوى الثقافي والديني وحرية التعبير ...
4:7: مجابهة على تحرير ارادة الدولة من قبضة الاستيطان الصهيوني الاستعماري بحيث تصبح دولة كل مواطنيها .
فإذا كانت المعادلة السياسية والثقافية والاقتصادية تقوم حتى اليوم على التمايز بين الطوائف اليهودية ذاتها، كما هو واضح بين الطبقة الاشكنازية من جانب وبين اليهود الشرقيين من جانب آخر وتزداد مع الوقت حدةً، فكيف يصح الحديث اليوم عن نشاط اندماجي سياسي أو غيره بين اليهودي بشقيه المتصارعين الاشكنازي والشرقي وبين القطاع العربي على الجانب الآخر.؟ قد يُفهم أن يقوم تنسيق وتعاون استراتيجي بين المجموعات الإثنية المغبونة والمظلومة من قبل المجموعات الاشكنازية المسيطرة على الدولة حتى اليوم. تحالف وتنسيق على تحسين الاوضاع المعيشية بين هؤلاء الضعفاء والمعوزين ... أما أن يسعى العرب أن يندمجوا سياسيًا في الأحزاب اليهودية بما هي عليه اليوم من تشبع بروح الصهيونية الاستيطانية، فهذا هو العمى السياسي الجماعي وليس فقط غباءً وسذاجة..
دراسة الحياة الاندماجية السياسية في الأحزاب اليهودية لا تكون قبل أن ينبت رأسًا جديدًا لإسرائيل. رأسًا شرق أوسطيًا .. عندها يمكن طرح موضوع الاندماج السياسي للحوار والتحليل والوقوف على ايجابياته وسلبياته ..
إن من السذاجة أن نسعى لذلك ونحن نرى عجوزًا مثل شمعون بيرس – عضوالاشتراكية الدولية – وأحد مهندسي السياسة الاسرائيلية ومن الشخصيات الاساسية في حزب مباي الاشتراكي ثم حزب العمل، وبعد أن يقضي خمسين عامًا في صفوف هذا الحزب يلجأ الى حزب يميني بعد أن هزم من قبل (المغربي) عمير بيرتس يلجأ الى "كديما" .. فبدل أن يعتزل العمل السياسي في شيخوخته، تراه يمسك بملف تهويد الجليل أو ما أطلقوا عليه زورًا "تطوير الجليل" .. حتى يسجل عليه التاريخ في آخر ورقة من عمره نشاطه في مصادرة الأرض من "مواطنيه" العرب .. والفرضية التي أثبتت وتثبت كل يوم تقول: كلما زادت صهيونية الأحزاب اليهودية وصهيونية الدولة، كلما قلت فرص الاندماج العربي فيها، بل كلما زادت قبضة الصهيونية على أجهزة الدولة، كلما زاد عداؤها لمواطنيها من العرب. وعلينا أن نميز بين أمرين سياسيين في جوهرهما:
1: خطاب الاندماج في الحياة الحزبية من قبل المواطنين العرب.
2: خطاب الاندماج في حياة الدولة الاسرائيلية، كأقلية قومية لها حقوقها القائمة على مبدأ المساواة في الحقوق المدنية والسياسية والمواطنة الكاملة.
والمحصلة النهائية تقول: ما دامت الأحزاب اليهودية في جملتها تعرف نفسها على أنها صهيونية، ولما كانت الصهيونية لا تعني غير الاستعمار الاستيطاني، وترى كذلك أن أهدافها ما زالت غير متحققة بالكامل في احتلال المزيد من الارض العربية، فإن واقع الامر، يقول أن العرب لن يتمكنوا من الحصول على مواطنة تامة في دولة تعرف نفسها بأنها دولة لليهود فقط .. وإذا كانت قوانين الدولة ودستورها يتمّ صياغتها من خلال القوى الفاعلة في أجهزتها المختلفة والمكونة لتركيبتها وبنيتها الثقافية والاجتماعية والسياسية، وإذا كانت هذه القوى في مجموعها صهيونية، فإن قوانينها وقراراتها ومواقفها السياسية ستكون بالتالي صهيونية .. وما دام الأمر كذلك فلا مكان حتى اليوم للحديث، فضلا عن الاشتراك، في أحزاب تعتبر نفسها صهيونية.
وإندماج العرب في الحياة السياسية ضمن لأحزاب اليهودية الصهيونية لن يتمّ التفكير فيه بوعي وجدّية، ما لم يسبقه تحول في هوية الدولة، فينبت لها رأسًا "إسرائيليًا" مكان الرأس الاوروبي الذي تطرحه الاشكنازية الصهيونية. قتصبح إسرائيل دولة طبيعية، وظيفتها رعاية مصالح مواطنيها الذين يعيشون ضمن حدودها المعروفة، وتتخلى عن كونها أداة صهيونية مهمتها تحقيق الغايات والأهداف الصهيونية، والتي هي تتم في أصلها على حساب العرب وبلاد العرب .. وحتى يتم كذلك انتزاع القرار السياسي والسيادة "الاسرائيلية" من بين يدي الصهيونية العالمية. وتصبح دولة كل مواطنيها. عندها وعندها فقط يمكن التفكير في العمل السياسي المشترك ودراسة الاندماج السياسي في العمل الحزبي المشترك ..
ألأمر الآخر الذي يؤكد ما نذهب اليه هو التعامل مع النموذج الدرزي، الذي شارك في كل معارك اسرائيل وسكب دماء أبنائه دفاعًا عن أمن اسرائيل أثناء تأدية هذا القطاع من بين العرب للخدمة العسكرية الإجبارية التي يخضع لها .. والنموذج الدرزي ذهب الى الاندماج في الأحزاب اليهودية الصهيونية مع الحفاظ على التمايز الاجتماعي والثقافي والديني .. ولكن ما الذي حققه الدروز من كل ذلك؟ هل حصلوا على المساواة بين الدروز واليهود؟ هل استطاعوا المحافظة على اراضيهم من المصادرة؟ هل أصبحت الدولة، دولة مواطنيها من اليهود والدروز والشركس؟ أم ظلت دولة لليهود فقط...؟ لكن الواقع ينطق بأن حال الدروز ما زال يراوح مكانه في الساحة العربية مثله في ذلك كمثل غيره من العرب..!! حتى أن منظمة تحمل اسم "الدروز الصهيونيين" لم تساهم في تحسين وضع الطائفة الدرزية ...
وخلاصة القول: أن الوضع العربي العام ما زال يتطلب مواقف عربية صادقة وجدية وواعية، تعمل على صيانة المصلحة العربية ورعايتها وتحقيق المزيد منها، من خلال ما يتاح لها عمله في أجهزة الدولة المختلفة، ضمن فسحة الديموقراطية الإثنية الضيقة المتاحة لنا ..
العرب والكنيست السابعة عشر:
إن الوضع الحرج الذي تمر به الأقلية العربية في اسرائيل، وكذلك المنطقة بشكل عام تحتم على القيادات العربية وجماهيرها أن تتحلى عند اتخاذ مواقفها وصياغة قراراتها، بالصدق والشجاعة، وعليها واجب مقدس في طرح حقوقها والمطالبة بها ضمن معادلة الظروف الخاصة والاستثنائية التي تميز أوضاع هذه الأقلية .. ولا ينبغي لنا أن نقبل بأن نكون طرفًا مباشرًا في السياسة العربية العامة للدول العربية لأسباب كثيرة:
1: لأنها سياسة غير جدية وغير صادقة ..
2: لكونها سياسة مهزومة ...
3: لأننا لا نشارك في صياغتها، مع العلم بأن صياغتها أصلا لا تتم في العواصم العربية ..
4: لأننا نريد أن نملك إرادة المبادرة في إنتاج المفاهيم السياسية الخاصة بنا.
5: لظروفنا الخاصة والعامة، ولأننا نملك إمكانية أن نصبح النموذج العربي الذي يملك فرص النجاح.
6: ونظرًا للظروف الخاصة التي تفجرت مؤخرًا في الدولة، فينبغي أن تُوجّه الجهود العامة في الإطار الذي يعمل من أجل تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية للمعوزين من الطبقات الفقيرة والتي في غالبها من بين العرب، فإن الدراسات تشير الى أن أكثر من 50% من العرب يعيشون تحت خط الفقر.
7:الأقلية العربية بمجموعها تأخذ مكانها مع تلك القوى، التي تعمل من أجل استقلال إرادة الدولة واستخلاص قرارها من براثن الاستعمار الصهيوني، تلك القوى التي تسعى لإنتاج مجتمع اسرائيلي مدني يخلع نفسه من روح المغامرات العسكرية التوسعية .. التيار الذي يسعى لوضع حد في استمرار استخدام الدولة كآلة وأداة صهيونية. فنحن نقوم بحركتين متكاملتين: حركة عربية عربية في العمل السياسي والاجتماعي والثقافي، حركة تعتمد الهوية المتميزة، وحركة عربية – يهودية من أجل توفير شروط أفضل للطبقات الفقيرة في الدولة، حركة تعمل جاهدة من أجل أن يتحقق السلام الذي يحفظ الحقوق القومية المشروعة لشعوب المنطقة .. عمل مشترك بحمل الدولة على تغيير فرضياتها ومُسلماتها وتصبح دولة كل مواطنيها .. سعيُ حثيث خاصة من القوى اليهودية التي تحاول أن تكون أكثر "إسرائيلية" وأقل ما تكون صهيونية اشكنازية، وبهذا فإسرائيل بحاجة فعلا لرأس جديد أكثر بكثير من حاجتها لشرق أوسط جديد .. فنحن في هذه المسئلة أمام خيارين، خيار نطرحه نحن وخيار تطرحه الاشكنازية. خيارنا ممكن وخيار الاشكنازية مستحيل .. وبعملية طرح بسيطة نبقى أمام خيار واحد وهو أن تعيش اسرائيل بجسدها ورأسها في الشرق الأوسط .. لأن من المستحيل إدخال العرب كل العرب والمسلمين الى القالب الأمريكي لنخرج شعوبًا تحمل المشروع الثقافي لعدوها .. حتى لو وضعت الولايات المتحدة مقابل كل عربي وكل مسلم أستاذًا أمريكيًا أو دبابة أمريكية .. وهذا غير متاح لأمريكا وغير أمريكا ..
إذا كانت المقاطعة ليست بطولة، فإن المشاركة ليست صهينة:
العرب في إسرائيل أقلية قومية تختلف عن غيرها من الأقليات التي قد تعيش ظروفًا مشابهة .. الأقليات في الدول الأخرى في كثير من حالاتها هاجرت من أوطانها وبلادها الى بلاد أخرى في البحث عن عيش أكثر أمنًا وسعة. فينبغي أن تلائم نفسها وتقبل راضية بقوانين تلك البلاد وأعرافها. فتقوم بواجباتها وتتحمل تبعات مسؤولياتها ..
ألأقلية العربية في إسرائيل شيء يختلف تمامًا .. فنحن أصحاب البلاد الأصليين .. وفرضت علينا الدولة فرضًا من خارجنا، فلم تترك لنا خيارًا فإما قبولها والرضوخ لأحكامها وقوانينها، وإما تهجيرنا قسرًا .. فكان خيارنا أن نقبل بالعيش مع من ظلمنا واغتصب أرضنا .. نعيش في ظل قوانينه الجائرة، وبدل أن يرفع عنا الظلم والغبن والتمييز، استمر في تطبيق ذلك وتضييق الخناق بكل الوسائل، حتى يحملنا على ترك أرضنا .. ونحاول منذ قيام الدولة أن نعارض القوانين الجائرة، ونعمل على تحسين ظروف حياتنا، وهذه وظيفتنا الأساسية، نناضل ونكافح بالإمكانيات المتاحة لنا .. الامكانيات السياسية القائمة .. أن نعارض ما وسعتنا المعارضة، وما هو في حدود طاقتنا .. وأظن أن حدود طاقتنا في أن نتبين أين تبدأ وأين تنتهي؟ ولكن البعض منا يصرّ على أن لا يرى لها نهاية ..! فالغالبية العظمى من شعبنا قررت أين تنتهي .. إنها تنتهي خطوة أو خطوات قليلة قبل الانتحار الجماعي .. أجل قبل الانتحار .. والدولة في كثير من المناسبات تدفعنا دفعًا لنرتكب حماقة الانتحار .. والانتحار: هو التهجير الجماعي، تدفعنا لكي نحتل الكويت فنجني ما جناه العراق !!
وهذا يعني أننا أمام خيارين: أن نعيش التاريخ وأحداثه ووقائعه ونتحرك بفعلنا من خلال الظروف الموضوعية التي تمسك بريشة التاريخ، فنسجل لنا تاريخا ما – حتى ولو كان ضعيفًا هزيلاً – وإما أن نخرج من التاريخ .. وخروج مجموعة بشرية من التاريخ هو موت هويتها .. ولا أظن عاقلا يحسن قراءة التاريخ بتحولاته وانعطافاته يقبل بخيار الانتحار، واندثار هويته .. التاريخ الذي قد يسجل اليوم ضعفك.. وقد يجود عليك بالقوة غدًا. التاريخ الذي تتعلم كيف تعيشه .. كيف تدخل فيه فتصبح إحدى مركباته، مهما كان حضورك ضعيفًا .. الضعيف الذي يتحرك بمنطق الضعيف. الضعيف الذي يملك ارادة يقوى بها يومًا بعد يوم. وليس العاجز الذي يعيش أحلام القوة الفارغة، فيحصد الوهم والخسارة .. هذا هو برنامج الاحزاب والجماعات العربية في اسرائيل يمتد بين استثنائين: الاول يهون حتى يتماهى مع الاحزاب الصهيونية والثاني يتهور حتى ينتحر .. بين هذين الاستثنائين تتحرك الجماهير العربية، منها من اجتهد فهداه اجتهاده الى العمل السياسي المعارض فأباح استخدام كل ساحات النضال، بما فيها العمل البرلماني، والبعض القليل وقف عند حدود المشاركة السياسية في الجمعيات والمؤسسات المدنية ... ليس من ينادي بمقاطعة العمل البرلماني بطلا، لأنه يتحرك ويمارس حقه ضمن القانون الاسرائيلي وليس خارجه .. إن القول بأننا نعطي حرية التصويت والانتخاب، وتدخل صندوق الاقتراع فتضع ظرفًا فارغًا وتحسب بذلك أنك تقاطع الانتخابات فأنت بذلك تبرهن عن جهل بأبسط قواعد السياسة .. أنت بذلك تعترف اعترافًا كاملاً بشرعية البرلمان، ولكنك تحتج على الأحزاب المشاركة في العملية الانتخابية، بحيث لم تنتخب أحدًا منها. فهو احتجاج على المشاركين وليس عدم الاعتراف بالبرلمان نفسه .. وحتى هؤلاء الذين يظنون بأن عدم ذهابهم لصناديق الاقتراع هو اعتراض على البرلمان نفسه، واهمون وواهمون كثيرًا، فعدم المشاركة لا يعني بحال من الأحوال عدم الاعتراف. وإلا كان ما يقرب من 30% من اليهود لا يعترفون بالكنيست الاسرائيلية فإن نسبة من يقعدون عن المشاركة في القطاع اليهودي قد تصل الى 30% ...؟
إن أبسط طالب في الابتدائية درس موضوع المدنيات، بعلم أن قبولك بطاقة الهوية الاسرائيلية ومرافقتها لك في جيبك حال خروجك من بيتك هو اعتراف منك بالكنيست الاسرائيلية وما تشرعه لك .. إن من لا يملك بطاقة هوية لا يحق له أن ينتخب ولو كان ثيودور هيرتسل نفسه. إقرارك بحمل بطاقة الهوية هو لإقرار بمواطنتك وبالقوانين اتي تشرعها لك الكنيست سواءً شاركت في الانتخاب أم قاطعتها ..
وكذلك يا أخا المقاطعة!!! هو الحال مع جواز سفرك، فأنت تجوب الدنيا كلها بهذا الجواز الاسرائيلي، الذي تحافظ عليه كما تحافظ على نفسك .. ولو منعت من الحصول عليه، سوق تستعين بالقضاء الاسرائيلي وتستأنف حتى محكمة العدل العليا، لكي تحصل عليه ..!! لا نجاح ولا فلاح مع خداع النفس وخداع الآخرين .. فالأقلية العربية ترغب من كل قلوبها أن نستيقظ يومًا، فإذا بها تشكل 25% أو 30% من سكان الدولة، لأن وزنها سيزيد ؟وقوة ضغطها ستكبر، فليس فينا من يرغب أن تختزل هذه النسبة لتصبح 13% أو حتى 15% ..
عندما كثر الهرج والمرج من قبل أوساط يهودية بمقايضة أرض بأرض بحجة التسوية مع الفلسطينيين، دار حديث عن مقايضة المثلث، أي ضم بعض المثلث العربي الفلسطيني بأرضه ومدنه وقراه الى الدولة الفلسطينية، ومع أن مبدأ الرفض فينا ينبغي أن يتمحور حول رفض مبدأ المقايضة، وليست حول قضية الضم، فالضم من غير مقايضة هو تحرير بمقتضى القاموس الوطني. ولكن في تعريف سكان الجليل والمدن المختلطة والنقب، هو ضعف لقوتنا واختزال لها لا نقبله ونرفضه .. هذاهو الوضع الصحي، لكن أن يُرفض مبدأ الضم من سكان المثلث نفسه، فتختلط الاوراق بين ما نقول ونعلل به رفضنا وبين من يتمسك بالهوية الاسرائيلية. وذلك لا يعني غير أن هذه الهوية قد حفرت عميقًا فيمن يرفض التنازل عنها. في إحصائية نشرتها "كل العرب" تبين أن ما يزيد عن 93% من أم الفحم يرغبون البقاء في اسرائيل، والباقي بين من يقبل أو يتردد ..!! لقد ذهبت بعض الشائعات الى حد القول أن العديد من القيادات في المثلث قد اشترت لها بيوتا في مناطق اخرى من اسرائيل، وما نرجوه في هذه الفترة ان ترد القيادات بحزم على تكذيب مثل هذه الشائعات...!!
وقد ذهب بعض من قرأت لهم في الفترة الأخيرة الى القول بالعصيان المدني وضرب على ذلك بفعل غاندي الزعيم الهندي، ومع أنه لا يدعو للمقاطعة، وليس ممن يقاطعون الانتخابات، بل هو ممن ينتمي الى حزب قائم موجود ومشارك في البرلمان .. إن الإشكالية في كثير من الاقتراحات، أنها نسخ لما قام به الآخرون، من غير دراسة للأوضاع الخاصة والعامة .. الاقليمية والدولية .. في حالة الهند كانت بريطانيا العظمى، ولكنها عظمة محدودة. .. كان وجودها في "شبه القارة" الهندية لا يتجاوز بضعة عشرات من آلاف الجنود. وكان مجموع سكان الهند – بما فيها يومئذ الباكستان وبنغلادش – يزيد كثيرا عن أربعمائة مليون .. ثلاثون ألف جندي بريطاني في بلاد واسعة هي شبه قارة، ومع ذلك يدعو زعيم تحريرها غاندي الى النضال السلبي، كفاح يهدف للاستقلال من غير عنف .. العصيان المدني، بينما وصف هذا الوضع جمال الدين الأفغاني في القرن التاسع عشر، مبديا دهشتهُ: "لو كنتم – للهنود – ذبابًا لأخرجتم الانجليز بطنينكم". فأين وجه الشبه بين أقلية مجردة عن كل شيء من الماديات تعيش ضمن أكثرية غالبة تملك كل شيء من ذرة التراب حتى الذرة النووية .. أفلا ينبغي أن تختلف آلية النضال...!؟ وحديث آخر ما زال بعض البعض يردده، حديث "الموالاة" ولسان حال المقاطعين يقول: "الله مولانا نحن المقاطعين، ومولى المشاركين في الانتخابات الكنيست". وقد بيّنا فيما سبق أن من يفهم المولاة على هذه الشاكلة فإنّ الكنيست مولى المقاطعين أيضًا.
يا أخا المقاطعة !!! إن المقاطعة على وزن المفاصلة، فإن الحركة الاسلامية بشكل عام وحركة الإخوان المسلمين بشكل خاص، قد تنازلت منذ مدة بعيدة عن مبدأ المفاصلة، وعن تجهيل المجتمع ومن ثم تكفيره، وأصبحت ترى في مشروعها متمما ومكملاً يحتل من المواقع بمقدار ما يترك من تأثير ...
يا أخا المفاصلة !!! البرلمان وأي برلمان لا يُشرع دينًا للعبادة .. فالتوراة لم تنزل على كنيست إسرائيل، وإنما نزلت الألواح على سيدنا موسى، عليه السلام، في سيناء على الطور ... والانجيل ما نزل على البرلمان البريطاني .. والقرآن كذلك ما نزل على مجلس الشعب المصري ...
إنها مجالس نيابية تمثيلية، أداة من أدوات الحكم في أمور هذه الدنيا، تضع القوانين لتسيير أمور هذه الدنيا، فمن يخرج على هذه القوانين يعاقب بمقتضى ما يفرضه القانون، فلس عند القانون جنة ولا نار وليس عنده بعث ولا حساب، وليس عنده ميزان ولا صراط ...! وإلى مثل ذلك قصد رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إذا حدثتكم عن الله فخذوه عني، فإني لا أكذب على الله، " وما خلا ذلك من امور الدنيا فهو ظن، " وأنتم أعلم بأمور دنياكم".
القوى الفاعلة في القطاع العربي:
يعمل في الساحة العربية في اسرائيل خمسة قوى او تيارات:
1: الجبهة الديمقراطية للسلام، وعمودها الفقري هو الحزب الشيوعي الاسرائيلي.
2: الاتجاه الاسلامي والذي يعمل تحت اسم القائمة العربية الموحدة والتي تضم الى جانب الحركة الاسلامية الحزب العربي الديمقراطي ..
3: التجمع الوطني الديموقراطي، كتيار قومي وطني تعيش قريبًا منه بعض المجموعات الوطنية.
4: القطاع الدرزي الذي أخذ بمبدأ الاندماج السياسي مع الأحزاب اليهودية والى جانبه مجموعات عربية من كل الطوائف اندمجت في العمل الحزبي مع الاحزاب الصهيونية.
5: ما أطلق عليه تيار المستقلين، وهي شخصيات غير مؤطرة، قد يكون لكل الأحزاب منها نصيب.
يضاف الى هؤلاء وهؤلاء نسبة من هواة المقاطعة، من بينهم من يرى أن حصول الأحزاب اليهودية على نسبة 48% من الأصوات العربية تعتبر كارثة ومع ذلك بنادي بمقاطعة الانتخابات .. ومنهم من يقول "حتى ولو لم يصل الى الكنيست أي نائب عربي فليست كارثة" ومنهم من يقول عن الانتخابات "الشهر اللي مالكاش في لا تعد أيامه" ومن بينهم من حمد الله وصلى له شكرًا أن جاء جدار الفصل الى الشرق من مدينته .. ومنهم من يُنظّر للجماهير العربية ويلقي عليها الدروس والمواعظ في الامتناع عن استعمال العنف يوم الانتخابات الى غير ذلك من دروس الوعظ والإرشاد.
ويتناول الشارع العربي هذه الأيام، موضوع الانتخابات، بعد الزلزال الذي أحدثه رئيس الحكومة الاسرائيلية شارون في الخارطة الحزبية في اسرائيل. وبعد زيادة نسبة الحسم، بشيء من القلق وبشيء من الجدية، ويطالب الناس قياداتهم بأن لا يقامروا بأصواتهم وأن يدرسوا موضوع خوض الانتخابات بقائمة واحدة، إذا أمكن أو بقائمتين وهذا أكثر ضمانًا في إدخال أكبر عدد ممكن من النواب العرب للبرلمان .. وبذلك يتمّ تجاوز المغامرات غير المحسوبة أو المجازفة، لأن قائمة أو أكثر معرضة للسقوط، وبهذا تضيع العشرات العديدة من ألوف الأصوات العربية.
قائمتين عربيتين:
إن الوضع الصحي النشيط لكل مجتمع إنساني، يكمن في تعدديته وتنافسه في كل المجالات الثقافية والسياسية .. فالحوار والجدل هما حركة حرة عقلية واجتماعية وثقافية .. فالحوار والجدل ينشطان الحركة الذهنية، كما تنشط الرياضة حركة الجسم، وإقصاؤها يعني القعود الفكري، وسيادة وجهة النظر الواحدة والسير الاصطفافي في التلم الواحد. وهذا بدوره إضعاف لقدرة المبادرة والإنتاج والابداع .. ومن هذه المنطلقات فإن وجود قائمتين في القطاع العربي يذكي روح المنافسة على تجميع الصوت العربي – ولو كانت الجماهير العربية من الوعي والجدية والصدق في فهم قضاياها والتعامل معها، وخاصة قضية تمثيلها البرلماني، لكان وجود ثلاث قوائم أكثر صحة وعافية، فإن توزيع الأصوات العربية على ثلاثة قوائم/ هو عامل استقطاب للصوت العربي، وتبيئة له في خانته الصحيحة. ولكن الصوت العربي يتنافس عليه الى جانب القوائم العربية الوطنية، ذات الطرح السياسي والثقافي المميز ثلاثة جهات لكل منها دوافعها الخاصة:
1: التآكل والتعرية الذاتية، من هؤلاء الذين ينكصون عن العمل البرلماني، ظنًا منهم ان البرلمان نادي صهيوني يحظر على الرجل العربية التجول فيه، وكما سبق أن رأينا أن هؤلاء يمسكون في جيوبهم بالبطاقة الصهيونية كهوية مدنية يتجولون بها من غير ان يكون لديهم الجرأة على الاعتراض عليها، بينما النائب البرلماني، يملك الموقف والكلمة في الاعتراض على كل قانون تشرعه الكتيست ويملك حق الاعتراض او الاضافة على ما في هذه البطاقة .. ونحن لا ينبغي لنا بحال من الاحوال اعتبار أنفسنا حالة استثنائية في هذه البلاد، ولا في أي مجال من مجالاتها .. الشعور بالوضع الاستثنائي هو ما يغري القوى الصهيونية في التفكير في تهجيرنا. وكما سبق أن أشرنا بأن علينا أن نكرس وجودنا في حياة هذه البلاد لنصبح جزءًا فاعلاً وظاهرة طبيعية في كل مؤسساتها ..
2: نشاط الأحزاب اليهودية في اصطياد الصوت العربي، خاصة هؤلاء الذين لديهم مشاكل اجتماعية وانسانية وغير ذلك ويعملون على حل هذه المشاكل باللجوء الى الأحزاب اليهودية وهذا يعكس التمييز الصارخ وعدم المساواة للمواطنين العرب الذين يريدون الحصول على وظيفة ... أو من يريد استصدار هوية لزوجته إذا كانت من الضّفة أو من القطاع أو من أي دولة عربية ... أو من يريد استصدار رخصة لبناء غير مرخص .. أو من يريد أن يشبع غروره الأجوف ... وغير ذلك.
3: والفئة الثالثة تتمركز في تلك الشخصيات والفئات الطفيلية التي ليس لديها برنامج عمل ولا فكر مميز ولا طرح خاص، وكل ما تريده اشباع نزوة الأنانية في نفوسها .. وخطورتها أنها تعلم أنها لا يمكن أن تتمثل بقواها الذاتية، فتطرح نفسها على القوائم والأحزاب العربية منتهزة هذه الفرصة أو تلك مهددة بحرق آلاف الأصوات .. بل إن منها من يحاول أن يجد له مكانة في بعض الأحزاب اليهودية...
وأما الأحزاب والحركات الرئيسية الفاعلة في الساحة العربية فهي:
1: الحركة الوطنية، والذي يمثل الحزب الشيوعي الاسرائيلي محورها وعمودها الفقري. الحزب الشيوعي الذي استوعب كل التغيرات التي حصلت في الساحة العالمية والمحلية .. وهي خانة ينبغي ان تستوعب كل هؤلاء الذين يعتقدون فائدة العمل الحزبي والسياسي المشترك بين القطاعين العربي واليهودي .. بحيث يصبح البعد الجغرافي عاملا مهما في صياغة الذهنية السياسية والثقافية .. وهي تجربة للعمل المشترك ينبغي تطويرها وتجديدها باستمرار. وهي تكاد تكون أكبر نافذة تطل على القطاع اليهودي بشكل تعامل مزدوج ومشترك، وما ينقصه هو توسيع قاعدته في الوسط اليهودي الى الدرجة التي يصبح فيها قادرا على توصيل رسالته والى جانبها ما يشكو منه القطاع العربي من التمييز وعدم المساواة والمواطنة المنقوصة الى الرأي العام اليهودي وتجنيد المواقف المتعاطفة مع حقوق العرب.
2: الحركة الدينية، بحيث تتسع لتشمل الظاهرة الدينية سواءً كانت اسلامية (بما فيهم الدروز) أو مسيحية .. حركة تشمل كل هؤلاء الذين يؤمنون بوجود إله خالق، ويرون برسالة الدين والتوحيد رسالة الانسان الرئيسية .. بحيث يرى المسلم المؤمن بالمسيحي المؤمن بالله، أقرب اليه من "المسلم" الجاحد لله المنكر لربوبيته .. وكذلك يكون اعتقاد المسيحي المؤمن بأن المسلم المؤمن أقرب اليه من "المسيحي" الجاحد للدين المتنكر لتعاليمه ... بحيث تشكل الثقافة العربية والتاريخ واللغة والمصير المشترك عوامل مهمة في صياغة الهوية الحضارية لهذه الحركة لا سيما عندما يعتزُّ كل بدينه من غير تعصب .. وتتشكل هذه القائمة بحيث تضع في حساباتها:
1:2: ضرورة توفير مساحة مشتركة للحركة الدينية، والنظر الى ذلك كضرورة حياتية متكاملة .. ومصلحة قومية وإنسانية تحفظ للعرب قيمهم وأخلاقياتهم في مهب الاجتياح المدمر للبعد الاخلاقي في الانسان.
2:2: في مجال إختيار قائمة للتمثيل البرلماني، يؤخذ بعين الاعتبار بعدين مهمين: موازين القوى داخل هذا الاطار، والى جانب ذلك رمزية التعاون.
3: الحركة القومية التي ترى بانتماءها للحضارة العربية، التي تشكل الارضية التي تتحرك عليها، ومفاهيمها التنويرية المتلاقحة والمتثاقفة مع الآخر. هذه الحركة التي يمثل التجمع الديمقراطي عمودها الفقري .. ومع أن "الوطني" يشير الى العامل الجغرافي سواءً ضم عربًا أو يهودًا. لكن التوجه هو قومي وهذا لا يمنع شخصيات يهودية مثقفة ممن تؤمن بالعمل العربي اليهودي المشترك .. وترعى المصالح العربية المهضومة وتؤمن بلا صهيونية الدولة، وتخليص إرادة الدولة من الهيمنة الصهيونية.
ولما كانت الحضارة العربية تشكل الفضاء الذي تتحرك فيه هذه القوى الفاعلة مما يجعل إمكانية العمل السياسي المشترك ممكنا بل ومطلوبا .. بل إن قضايا الأقلية العربية وخطورة تناولها في هذا الظرف بالذات يحتم على هذه القوى ان تفتش عن القواسم المشتركة في العمل العربي سواء كان وطنيا او قوميا او دينيا ...
ونحن نتحدث الى ضمير هذه الجماهير ان ترتفع فوق المفاهيم الشخصية والفئوية، وفوق المواقف المغلوطة والمفاهيم الخاطئة، فلا تأخذها العزة بالإثم بالاستنكاف عن العمل الجاد المفيد للمجموعة العربية في هذه البلاد.
إن من العيب في مستواه القومي والمصلحي الجمعي ان يكون بإمكان العرب إدخال ما يقرب من 20 نائبًا للبرلمان ثم نتحدث عن ثمانية أو عشرة .. عشرون نائبًا يشكلون القوة الحزبية الثانية في البرلمان، وتستطيع ان تحصل على كثير من المكاسب المهمة للجماهير العربية .. بل لا أبالغ إذا قلت بأن الأداء البرلماني إذا تحسن، وهو لا شك في تحسن مستمر يستطيع ان يخلق تعاوناً برلمانياً مع بعض الأحزاب اليهودية في التأثير على هوية الدولة الاسرائيلية ودرجة تصهينها ، وكذلك تعاونا مع برلمانيي العالم لتحقيق ضغط عالمي لنيل حقوقنا الوطنية ...!!
عشرين عضوًا عربيا لا شك في قدرة مساهمتهم في استنبات رئيس جديد لهذه الدولة، تستعيض به عن رأسها الأوروبي.

الهوامش:
1. عالم إجتماعي ومحاضر في قسم العلوم الاجتماعية في الجامعة العبرية في القدس، وهو نفسه إشكنازي من مواليد ترانسيلفانيا 1939.
2. نهاية الهيمنة الاشكنازية، باروخ كيمرلنغ، ترجمه الى العربية نوّاف عثامنة 2002 مدار – رام الله – فلسطين ص 9.
3. المصدر السابق ص 10.
4. المصدر السابق ص 10.
5. هيهوديم بتربوت هرنسانس في ايطاليا (دور اليهود في النهضة الايطالية) بتصيل إيل روت – مؤسسة بيالك، القدس 1962 25 26، 27 .. والكتاب عبارة عن مرجع وثائقي يوضح دور المسلمين واليهود في النهضة الاوروبية ..
- أنظر كتابنا: "المبني والمعرب في دنيا السياسة" مركز الحضارة العربية-القاهرة-ط1 2002 ص 296-300.
6. أنظر باول ايديلبرغ – سياسة يهودية لئلا تنهار اسرائيل – الترجمة العبرية مركز أرئيل للدراسات السياسية + صندوق من اجل ديمقراطية دستورية القدس، 2000 ص 19.
- كذلك: يهودا هليفي – الكوزري – تل أبيب 1969 ص 123، 124 والكتاب في أصله العربي يحمل اسم: "الحجة والدليل في نصرة الدين الذليل". ولد هاليفي عام 1085 – 1141 وهاجر من الأندلس الى فلسطين.
- أنظر كذلك: نظرية مارتن بوبر التربوية – أدير كوهين – إصدار يحداف 1976 ص 291-294.
- أنظر كتابنا: الصراع على الخليج ومحاولة توظيف الاسلام السياسي – مركز الحضارة العربية القاهرة ط1 2005 ص 258-271.
7. كيمرلنغ ص 10.
8. كيمرلنغ ص 12.
9. كيڤونيم حدشيم (اتجاهات جديدة – مجلة تعنى بالصهيونية واليهودية) اكتوبر 2000 ص 85 .. للإستزادة انظر كتابنا: "المبني والمعرب في دنيا السياسة، خاصة فصل: الدولة اليهودية من منظار يهودي" ص 143-191.
10. أنظر كتابنا: "العقلية الماضوية والقرارات المسبوقة" – مركز الحضارة العربية القاهرة ط1 2005 فصل: "فلسفة كأنه هو" آفة التلبيس وتصنيع العواطف ص 37-43.
11. نظرية مارتن بوبر التربوية، أدير كوهين، إصدار يحداڤ 1976 ص 282، 283.
12. كيمرلنغ ص 13.
13. إيان لوستيك: العرب في الدولة اليهودية – الترجمة العربية – وكالة عرفه – القدس 1980 ص 185-192 وكذلك ما قبلها وما بعدها.
- أنظر أيضا كتابنا "المبني والمعرب في دنيا السياسة" مركز الحضارة العربية القاهرة ط1 2002 ص97-140.
14. كيمرلنغ، مصدر سابق ص 13.
15. كيمرلنغ، ص14.
16. كيمرلنغ، ص 14، 15.
17. القناة الثانية الاسرائيلية ظهر يوم الخميس 12.7.2001.











* كاتب ومفكر له عدة مؤلفات : قرية كابول – الجليل فلسطين 1948

e-mail: mohammedraian@gmail.com

אין תגובות:

הוסף רשומת תגובה